سامي مهدي: الشاعر لا يمرّغ شعره في وحول السياسة

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
20/04/2014 06:00 AM
GMT



يؤكد أن تراجعه عن بعض القصائد التي رحبت بالربيع العربي جاء بعد أن تكشفّت له حقيقة هذا "الربيع الملتبس".

بعد 74 عاما، ما يزال الشاعر العراقي سامي مهدي، على عهده مع الشعر والحياة، روحه دائمة القلق والشك، ليس للمسلّمات مكان في قصائده، وإذا سألته: هل أنت دائم البحث عن الحقيقية إلى ما لا نهاية، يجيب: "يمكن أن أقول: إنني قلق، القلق طبع حياتي كلها، والشك والتساؤل نتيجة من نتائجه حتى أن لي مجموعة شعرية عنوانها “الأسئلة”. لست على يقين من أي شيء. وأظن أنه لا وجود للحقيقة بالمعنى الفلسفي، ولذا تبقى أسئلتي معلقة بلا أجوبة، ولو بلغت اليقين يوما لكان ذلك هو النهاية. وتلك هي محنتي الوجودية”.
يخيّل إلى القارئ، أن ثمة سرا وراء كل ذلك التدفق بالأفكار واللغة لدى سامي مهدي، إذ في كل قصيدة هناك ما هو جديد ويحتمل التأويل والتحليل. لكنه يؤكّد بما لا يخلو من التساؤل أيضا: “لا أدري. أينبغي أن يكون ثمة سر؟ ربما لأنني أشعر أن الكتابة هي وجودي، ومسوغ حياتي. أقول: ربما، لأنني لا أدري”.صدرت لسامي مهدي سبع عشرة مجموعة شعرية، ونشرت له أربعة كتب من الشعر العالمي ترجمها عن الفرنسية والإنكليزية، كما أن له في حقل الدراسات الأدبية والنقدية اثني عشر كتاباً منشوراً، وله أيضاً دراسات أخرى كثيرة منشورة في المجلات المتخصصة ولكنها لم تجمع في كتب، فضلاً عن كتب ودراسات لم تنشر بعد.
 
فقدان اليقين

لطالما مال سامي مهدي في كتاباته تجاه القضايا المصيرية. إنه وبمفرداته التي تشبهه إلى حدٍ كبير، يلقي الضوء على إنساننا المعاصر، هذا الإنسان الفاقد لكل المسلّمات، والمغيّب أحيانا عن روحه. وهو ما نلفي له صورة في قصيدته “نوعاً ما” من مجموعته الشعرية “لا قمر بعد هذا المساء” الصادرة عن بيت الشعر الفلسطيني عام 2008، حيث يقول: “في كونٍ ملتبسٍ وغريبٍ نوعاً ما/ ما نحنُ سوى “نوعاً ما”/ نترقَّبُ عوناً ما/ ونحاولُ أمراً ما./ فترانا، نوعاً ما، مبتهجينْ/ وترانا، نوعاً ما، مكتئبينْ/ أو متّفقينْ/ أو مختلفينْ/ نَتجمّعُ في “نوعاً ما” كتلاً من طينْ/ نَتفرّقُ في “نوعاً ما” نُطَفاً تنتظرُ التكوينْ/ وننامُ الليلَ بِـ “نوعاً ما”/ كي نصحوَ في الصبحِ بِـ”نوعاً ما”/ “نوعاً ما” رُقْيَتُنا،/ لعبتُنا،/ وبها نتواطأ كي نبدوَ راضينْ/ نوعاً ما”.
ويعلّق مهدي على هذه القصيدة بقوله: “قصيدة “نوعاً ما” تعبير آخر عن القلق الوجودي، عن مأزقنا في هذا العالم، عن تأرجحنا فيه وفقداننا لليقين وللإحساس بالاستقرار، عن محاولاتنا المخفقة في الانسجام معه. أنا نفسي لست منسجماً معه ولا متصالحاً، وإن كنت متصالحاً مع نفسي”.
 
لحظة اليُسر

لا تتحكم الأماكن والأشياء بالوحي الإبداعي عند مهدي. إنه بهذا يختلف عن كثير من المؤلفين الذين يربطون أقلامهم بمكانٍ ما. حيث يبيّن أن لا طقوس محددة في الكتابة، تتعلق بالزمان والمكان، إذ نسمعه يقول: “القصيدة تأتيني في حينها، تأتي وحدها، وتفاجئني بقدومها، كما يمكن أن أقول. تأتيني في أي مكان وفي أي وقت. تنبثق فجأة كانبثاق الينبوع، بعد أن تتجمع مياهها في الباطن العميق قطرة فقطرة، وتتفاعل عناصرها في الداخل ردحاً من الزمن لا أتحكم به، ولا أشعر به في غالب الأحوال، ثم تنبثق في لحظة مناسبة لانبثاقها أسميها بيني وبين نفسي: لحظة اليسر. فأنا لا أقسر نفسي على كتابة القصيدة وحتى حين أكتبها بناء على فكرة مسبقة، كما يحدث في بعض الأحيان، أدع هذه الفكرة حتى تتفاعل في داخلي وتنبثق تلقائياً. ولحظة اليسر هذه تأتي عادة في حالة من الارتياح الجسدي والصفاء الذهني، حالة مفعمة بالشفافية والنشوة تنطلق فيها الدفقة الأولى من القصيدة وتتبعها دفقة أخرى”. ويضيف قائلا: “عندئذ يبدأ الوعي بإقامة مصدّات تمنع المياه المتدفقة من الاندياح في شعاب تضيّعها، فيراجع (أعني الوعي) ويشذّب ويعدّل، وأنا أفعل ذلك لأنني أحرص على أن يكون لقصيدتي عمق فكري ووجداني وبناء محكم. صحيح أنني لا أتدخل، ضرورة، في اختيار الشكل، وأدع القصيدة لتتشكل كما تريد في البداية، ولكن ما إن تتضح ملامح هذا الشكل حتى يبدأ الوعي بمراقبة صيرورة القصيدة وضبط سياقها، وإحكام منطقها الداخلي وشكلها الخارجي، ولا أتركها حتى أشعر باكتمالها، وعندئذ يغمرني شعور بالنشوة والارتياح.. وهذا كله مجرد وصف للحال”.
 
بغدادي عريق

للمهدي مع بغداد قصة عشق طويلة، ومن الممكن القول “مخضرمة”، عاشها وعاشته في قصائده. لا ينفك من التفكير بها والعيش فيها على الرغم من كل الذي لاقته ولاقاه. وتجدها بين سطوره في كل مرة، مفعمة بالموت مرة وبالأمل أخرى، وبالطبع يكون الألم سيد المشهد.
“أنا بغدادي عريق، أعشق بغداد ولا أستطيع العيش خارجها رغم قسوة ظروفنا الداخلية، وأفضل الموت في بغداد على الموت في أي مكان آخر. أما عن الخوف فإنني لا أخاف إذ ليس لديّ ما أخاف عليه حتى حياتي، وأما عن الأمل فهو ضئيل حتى لا أكاد أتلمّسه أو أجده، وأما عن الترقب فلست أحمل شيئاً من ترقب كافٍ للبرابرة أو غير البرابرة، وأما عن الألم فهو كثير جداً، هو رفيقي المستديم، من قبل ومن بعد”.
وأما العراقي فهو: “فقير ومعذب وحائر ومتعب، وهو منقسم على نفسه بسبب إحياء النزعات الطائفية. ولذا باتت الهموم بدايات أيامه ونهاياتها”.
 
ربيع ملتبس

حول ما يحدث الآن وهنا في بلدان الوطن العربي، سألنا سامي مهدي إن كان يوافق على تسمية الأحداث المشتعلة والمتسارعة في بلداننا بـ”الثورة” و”الربيع العربي”، فكان جوابه واضحا وصريحا، إذ قال: “أي ربيع هذا الذي تحتضنه الولايات المتحدة وبقية الدول الاستعمارية، وجوقة الدول العربية الرجعية؟ إنه ربيع ملتبس، ربيع كالخريف، أو هو الخريف بعينه. لقد كتبت بعض القصائد التي ترحب به في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما تراجعت وصححت موقفي حين تكشّفت لي الحقيقة، ليس ندماً على رحيل من رحل، أو رُحّل، أو سيرحل، أو يُرحّل، بل تنزيهاً لنفسي، وأسفاً على الجماهير المضللة”.
في هذا الخصوص، يواجه المبدع العربي، بشكلٍ عام، تقييماً لنتاجه الأدبي، بغض النظر عن حجمه وأهميته، وفقاً لموقفه الراهن من الثورات العربية، مع أو ضد. لكن متى سنقيّم الفنان أياً يكن، بالنظر إلى ما يقدمه من محتوى فني، بعيداً عن آرائه ومواقفه في السياسة؟ وهل يمكن التغاضي عن الآراء في الفن؟ حقيقةً، يجد كثيرون صعوبة في هذا النوع من الفصل. الشيء الذي يشير إليه مهدي، إذ يرى أنه من الصعب أن يتجرد أصحاب الآراء السياسية من آرائهم وانحيازاتهم حين يحكمون على هذا الفنان أو ذاك. مؤكداً أن هناك “من هم مغرضون وحاقدون، ولكن المهم أن يكون الفنان فناناً بحق، لا يتنازل عن فنه لإرضاء غيره، بل عليه أن يحترم اشتراطات فنه قبل كل شيء وفي جميع الأحوال”.
ويضيف قوله: “كل شيء في عالمنا وفي حياتنا هو سياسة، ولا يمكن للشاعر، بوصفه إنساناً واعياً ومثقفاً، أن يكون بلا رأي وبلا موقف، وخاصة إذا كان وطنه مهدداً ومستهدفاً. ولكن عليه أن يحافظ على فنه في جميع الأحوال، ولا يمرّغ شعره في وحول السياسة أو يوظفه في خدمة الساسة ، لأن للشعر اشتراطاته الفنية”.
ونعود لنسأله إن كان النقد قد ظلمه يوماً، بسبب موقف سياسي كان قد أعلنته صراحةً، فيجيب: “أنا لا أشعر بأن النقد ظلمني فقد كتب عن شعري عدد من الرسائل الجامعية داخل العراق وخارجه، وكتب عنه كبار النقاد في الداخل والخارج، بمن فيهم من أختلف معهم، أو يختلفون معي لسبب أو لآخر. أعتقد أن شعري يفرض نفسه، فما يزال هناك من يكتب عنه، رغم وجود من يتحفظ، أو يخاف، أو .. أو ..”.
 
كنت مرغما

في حديثنا عن الإبداع، نقف لوهلة عند تفصيلٍ مهم في حياة شاعرنا. حيث شغل في بغداد منصب المدير العام للثقافة في وزارة الثقافة والإعلام، وكذلك منصب المدير العام للإذاعة والتلفزيون. ومن الغريب ربما أن يشغل المبدع منصباً إدارياً، بسبب معرفتنا برتابة الإدارة كمهنة، من جهة، ومعرفتنا برغبة المبدعين بالذهاب نحو التحرر وكسر القيود، من جهةٍ أخرى. إلا أن سامي مهدي، يجيب على تساؤلنا من وحي الإبداع نفسه، قائلاً: “عملت في هذين المنصبين مدة قصيرة، وكنت مرغماً (بفرمان) على العمل في المنصب الثاني. أغلب سنوات عملي كانت في الصحافة ، فكنت رئيس تحرير أكثر من مجلة ( المثقف العربي، ألف باء، الأقلام) وأكثر من جريدة يومية (الجمهورية، الثورة) ويعلم جميع أصدقائي المقربين وزملائي مدى جديتي في العمل وسعيي الدائب إلى الأفضل، ولكنني، رغم ذلك، كنت أسدل الستار على شؤون العمل حالما أغادر المبنى الذي أعمل فيه، وأعيش في عالمي الخيالي، عالم القراءة والكتابة، فأنا لست ممن يدمنون السهر خارج البيت وتلهيهم شؤون أخرى يضيّعون فيها أوقاتهم، وهذا ما مكنني من إنجاز مشاريعي الشعرية والأدبية، كما أحسب”.
 
ظاهرة المديح

نوّه الشاعر سامي مهدي عدة مرات إلى موقفه الخاص من قصيدة النثر، إلا أن موقفه قد تم فهمه فهماً خاطئاً. حيث فُهِمَ على أنه ضد قصيدة النثر. وفي هذا الشأن يقول موضحا: “أرى أن قصيدة النثر شكل من أشكال الكتابة الشعرية، والجدل حول مشروعية كتابتها أصبح عقيماً. فمن حق الشاعر أن يختار الشكل الذي يكتب به قصائده، ولا شرط لنا عليه سوى الشرط الإبداعي، أي أن يبدع في كتابتها، أو أن يقدم لنا عملاً فنياً ناضجاً جديراً بأن يسمى شعراً”.
ويضيف قوله: “أنا نفسي كتبت قصائد نثر منذ عام 1980، ومنذ ذلك الحين لم تخل أية مجموعة من مجاميعي الشعرية المتعاقبة من قصائد نثرية. فأنا أكتب القصيدة كما تأتيني: قصيرة أو طويلة، موزونة أو غير موزونة، بقافية موحدة، أو متعددة القوافي، أو مدورة دون أية قافية، وهذا يمنحني حرية أوسع في الكتابة. ولكنني أرى، مع ذلك، أن القصيدة التي تخلو من الوزن قصيدة ناقصة، لأن الوزن ليس مجرد قيد، أو حلية، أو زينة بل هو عنصر أساسي في الشعر، يؤدي فيه وظائف إيقاعية ودلالية وتنظيمية، فإذا خلت منه القصيدة ضعف أداؤها وقل تأثيرها. أقول هذا من وحي ما أقرأه”.
حول رأي سامي مهدي في ظاهرة المديح القديمة في شعرنا العربي، خاصةً تجاه الزعماء والحكام، وكيف يقيّمها كحالة وجدانية، بمعنى هل هي صادقة في معظم الأحيان، أم هي تأتي لمجرد استرضاء حاكم ما، يجيبنا بالقول: ” أنا ضد هذه الظاهرة، وهذا أمر معروف عني. وبغض النظر عن موقفي هذا أرى، بحكم خبرتي ومعرفتي بالشعراء، أن هناك من يتكسّب منها، وهناك من يصدق فيها، ولكن الصادقين قليلون، بل ربما هم نادرون، أما المتكسّبون فحدّثي عنهم ولا حرج”.

«لا ينفك مهدي يفكر ببغداد ويعيش فيها على الرغم من كل الذي لاقته ولاقاه. وتجدها بين سطوره في كل مرة، مفعمة بالموت مرة وبالأمل أخرى»
 
المقهى والفيسبوك

يؤمّن موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، للشاعر سامي مهدي، مساحة حقيقية للتفاعل الإنساني والأدبي مع الآخرين. فمن خلال صفحته الرسمية، يمكنك قراءة معلومات وقصائد وذكريات، هو ليس موقعاً جامداً برأيه، فحتى التكنولوجيا يمكننا تزويدها بالحنين والحياة: “الفيس بوك وسيلة مهمة من وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تعوّضني، شخصياً، عن المقهى التي كنت أرتادها صباح كل يوم جمعة للالتقاء بأصدقائي وزملائي الأدباء، وقد استعدت بواسطته التواصل مع أصدقاء وزملاء تفرقوا وتشتتوا في أصقاع الأرض، وتعرفت على أصدقاء جدد، وعلى قراء مهتمين بشعري ومتابعين لإصداراتي، ولكنني أحرص على ألاّ أستهلك كل أوقاتي فيه، وألاّ يشغلني عن القراءة والكتابة”.
كان شاعرنا، قد نوّه مرةً على صفحته الفيسبوكية، بظاهرة “انحسار فن القصة القصيرة” وعن تماهيها واختلاطها مع القصة القصيرة جداً التي اختلطت بدورها مع الشذرات ذات الطابع الشعري.. ما دفعنا إلى افتراض أن الفيسبوك، الذي أصبح فضاءً للكتابة والتعبير، سبب واضح في هذه الحالة الأدبية. حيث صار وسيلة لامتصاص وإظهار مشاعر كثيرين، دون أية تصنيفات أدبية لما يكتبونه. وللمهدي في هذه القضية رأي جليّ، فهو يرى أن هناك القليل جداً مما ينشر في الفيسبوك يمكن أن يحمل قيمة فنية ذات شأن فيوجب الاعتراف به، فأغلب ما ينشر على صفحات هذا الفضاء الحر هو أقرب للهذر، لأنه سمح للمدعين والمتشاعرين والمبتدئين والجهلة بأن يفرغوا في خضمه المتلاطم كل ما في قواريرهم الفقيرة، دون حسيب أو رقيب، حتى أصبح الشعر فن من لا علاقة له بهذا الفن”. أما جماهير الشعر، فيؤكد مهدي أنها موجودة هنا وهناك وإن قلّت عما كانت عليه في الماضي، لعدة أسباب، منها أزمة الشعر نفسه وتحولاته السريعة واختلاط مفهوماته. وهذا لا ينتقص من الشعر بوصفه فناً يغني روح الإنسان وله دور في تشكيل هذه الروح وتطهيرها.
 
لا أفسر قصائدي

في قصيدته “لا قمر بعد هذا المساء” من المجموعة التي تحمل الاسم نفسه والصادرة عن بيت الشعر الفلسطيني عام 2008، يخطئ من يعتقد أن ثمة تفاؤلا بين الكلمات التي تفوح برائحة الموت في كل سطر من السطور، لكن عبارة “فعمّا قريب ستغلق أبوابها مدن الموت” تؤدي إلى التباس في المشاعر، هل هو أمل أم شيء من التفاؤل؟
وأثناء محاولته الإجابة عن السؤال، يسألنا نحن: “من عادتي ألا أفسر أية قصيدة من قصائدي، وأن أترك للقارئ أن يؤولها كما يشاء، ولكنني سأتساءل معك: أفي هذه القصيدة تفاؤل إذا كنا في انتظار أن يحاسبنا الشهداء عن رجل قتلته المقامع وامرأة أكلتها الزوابع، كما جاء في القصيدة؟ لا أظن أن فيها شيئاً من التفاؤل، فلا قمر يطلّ علينا بعد هذا المساء. أليس هذا ما يقوله عنوانها ؟”.
في الختام، استحضرنا قصيدته “مقاومة” التي يقول فيها: “سأقاومُ النسيانَ،/ أنفضُ ما تراكمَ من غبارِ الليلِ/ أبحثُ في الدواليبِ القديمةِ / في الجرارِ/ أقلّبُ الأشياءَ/ أنثرُها وأفحصُها على مَهلٍ/ وأقرأ ما تبقّى من علاماتٍ/ على ظهرِ الجدارِ/ وما توارى في الشقوقِ/ وقبلَ أن تنزاحَ أضواءُ النهارِ/ أراجعُ الصحفَ التي نُسِيَتْ/ وراءَ البابِ/ أكشفُ ما تخفّى في السطورِ/ وما تأرجحَ من ظلالِ القولِ فيها/ أنبشُ الكلماتِ/ أكشطُ جلدَها حتى أرى دمَها/ وأعرفَ سرَّها/ وأقاوم النسيانْ”.
 
--------------------------------------------------------------------------------------

إصدارات الشاعر
ـ صدرت له سبع عشرة مجموعة شعرية هي: رماد الفجيعة، أسفار الملك العاشق، أسفار جديدة، الأسئلة، الزوال، أوراق الزوال، سعادة عوليس، بريد القارات، حنجرة طرية، مراثي الألف السابع، الخطأ الأول، سعادة خاصة، مدونات هابيل بن هابيل، الطريق إلى الوادي، أبناء إيننّا، لا قمر بعد هذا المساء، يحدث دائماً.
ـ نشرت له أربعة كتب من الشعر العالمي ترجمها عن الفرنسية والإنكليزية هي: جاك بريفير ـ قصائد مختارة، هنري ميشو
ـ مختارات ، مختارات من الشعر الأسباني المعاصر 1950 – 1975، سنابل الليل
ـ مختارات من الشعر العالمي.
ـ له في حقل الدراسات الأدبية والنقدية إثنا عشر كتاباً منشوراً هي: أفق الحداثة وحداثة النمط، وعي التجديد والريادة الشعرية في العراق، الموجة الصاخبة
ـ شعر الستينات في العراق، الثقافة العربية من المشافهة إلى الكتابة، المجلات العراقية الريادية ودورها في تحديث الأدب والفن 1945 – 1958، نهاد التكرلي
ـ رائد النقد الأدبي الحديث في العراق، نظرات جديدة في أدب العراق القديم، تجربة توفيق صايغ الشعرية ومرجعياتها الفكرية والفنية، آرتور رامبو: الحقيقة والأسطورة، في الطريق إلى الحداثة ـ دراسات في الشعر العراقي المعاصر، ذاكرة الشعر ـ رؤى ومواقف ومراجعات.
ـ وله أيضاً دراسات أخرى كثيرة منشورة في المجلات المتخصصة ولكنها لم تجمع في كتب، فضلاً عن كتب ودراسات لم تنشر بعد.
 
عن صحيفة العرب التي تصدر في لندن